زيتون عفرين.. الضحيّة الأبرز للتجاوزات التركيّة، والأهالي لا حول ولا قوّة
تظلّ شجرة الزيتون في منطقة #عفرين، الضحيّة الأكبر للممارسات التي تستهدف هويّتها الوطنيّة. ويستمرّ المسلّحون الموالون لجيش الاحتلال التركيّ في ارتكاب جرائم السرقة والنهب لممتلكات أهالي المنطقة، وخصوصاً تلك التي تستهدف المورد الأساسيّ للدخل، موسم الزيتون.
فمنذ سيطرة جيش الاحتلال التركيّ والمسلّحين الموالين له على المنطقة في ١٨ آذار/مارس ٢٠١٨، وأوجه الضغط على الأهالي تتعدّد من السرقة والنهب والسلب والاختطاف بغرض الحصول على فدية، إلى الضرب والتنكيل والتعذيب والابتزاز وفرض الضرائب والأتاوات التي أثقلت كاهل العفرينيّ الذي يصبح ويمسي لا حول له ولا قوة، وليس آخراً قطع عشرات الآلاف من أشجار الزيتون التي يناهز عمر بعضها نصف قرن.
وفي إطار الجهود التوثيقيّة التي يقوم بها مركز عفرين الإعلاميّ، يواصل المركز عبر نشطاء محليّين جمع الوثائق التي تبيّن استهداف قوت المواطنين وزيتونهم.
ففي قرية بعرافا (Be'rava) التابعة لناحية شرّان (Şera) يفرض المسلّحون جوالين (كيسين من الخيش) من الزيتون على أصحاب الكروم عن كلّ يوم جني للمحصول، فيما يقومون بالاستيلاء على معظم الكروم التي نزح أصحابها قسراً.
وفي قرية معرسكه (Ma'riskê) يفرض المسلّحون ضرائب على زيت الزيتون، ويُجبر الأهالي على بيع زيتهم ذي الجودة الأقل وشراء نوعيّة عالية الجودة لدفعها للمسلّحين كأتاوة.
وفي عددٍ من قرى ناحية موباتا (Mabeta) فُرض على أصحاب الكروم غرامات ماليّة تصل إلى ١٠٠ ألف ل.س للسماح لهم بجني محصولهم من الزيتون.
وفي قرية كمروك (Gemrûk) بلغت الضرائب المفروضة على زيت الزيتون ٢٣% من إجمالي الإنتاج.
وفي قرية شوربه (Şorbe) تراوحت الضرائب المفروضة على محاصيل الزيتون ما بين ٣٠٠ - ٥٠٠ دولار أمريكيّ، إضافة إلى سرقة الكروم العائدة للمواطن محمّد مصطفى. في حين عمد المسلّحون إلى قطع عشرات أشجار الزيتون في عددٍ من كروم الزيتون التي هُجّر أصحابهم قسراُ.
وفي قرى جنديرس (Cindrêsê)، كوران وحج حسنا، أجبر الأهالي على دفع مبالغ ماليّة والتوقيع على ورقة تعهّد بشكل يوميّ للسماح لهم بجني محاصيلهم.
وفي قريتي تلف (Tilif) وكفر زيته (Kefer Zît) أقدم مسلّحو فصيل الحمزات والمستوطنون العرب على سرقة محصول الزيتون من كروم عائلة حاج حميد.
بينما بلغت الضرائب على إنتاج زيت الزيتون في قرية خليل (Gundê Xelîl)التابعة لناحية شيخ الحديد (Şiyê) ٣٥%، وبلغت في قرية معراته (Maratê) التابعة لمركز مدينة عفرين ٢٥%. فيما يُفرض على أصحاب معاصر الزيتون ما نسبته ١٥% من إجمالي إنتاج الزيت.
كذلك، أشارت مصادر من داخل قرية معراته إلى أنّ مسلّحي فصيل الحمزات نهبوا ٣٥٠٠ تنكة زيت من الأهالي.
وفي ظلّ التعرّض اليوميّ من قبل المسلّحين والمستوطنين العرب والتركمان لقوت الأهالي، يُحْجم العديد من أصحاب الكروم عن جني محصول الزيتون لعدم كفايته لدفع أجور العمال اليوميّة والضرائب الجائرة.
ويبلغ سعر التنكة (علبة الصفيح) الفارغة ١٠٠٠ ل.س، في الوقت الذي يبلغ متوسّط الأجر اليوميّ للعمال ٢٥٠٠ ل.س، فيما تبلغ تكاليف النقل ٦٠٠٠ ل.س في اليوم الواحد.
وتتجاوز أعداد أشجار الزيتون في منطقة #عفرين ١٨ مليون شجرة مثمرة، يبلغ إنتاجها السنويّ حوالي 270 ألف طن من الزيتون، أي ما يعادل نحو 55 ألف طن من زيت الزيتون، وفقاً لإحصائياتِ مهندسين زراعيّين وخبراء اقتصاديّين.
وكانت إحصائيّات تقديريّة قد أشارت إلى قطع حوالي ١٠٠ ألف شجرة منذ الاحتلال التركيّ للمنطقة أواسط آذار/مارس ٢٠١٨.
وفي الوقت الذي يمنع الاحتلال التركيّ تصدير الزيت إلى خارج المنطقة، ويفرض على الأهالي بيعه لصالح الشركة التركيّة الوحيدة التي استولت على معصرة الرفعتيّة على طريق جنديرس بمبلغ ١٠ آلاف ل.س التي تعأدل ١٢ دولاراً فقط عند سعر صرف ٨٠٠ ل.س للدولار الواحد، تشير مصادر محليّة إلى استيلاء مسلّحي جيش الاحتلال التركيّ على حوالي ٢٨٠ معصرة، وسرقة كافة آلياتها ومعدّاتها.
ويتمّ تسويق زيت الزيتون المسروق من #عفرين ضمن الأسواق الأوربيّة عبر وسطاء أتراك وتحت اسماء لشركات وهميّة.
وكانت تقارير قد أشارت إلى أنّ عوائد بيع زيت الزيتون العفرينيّ بلغت العام الماضي حوالي ١٣٠ مليون يورو ذهبت كلّها إلى التجّار الأتراك.
#Afrin_media_center
